تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، كرّم الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، في حصن الظفرة الفائزين في الدورة الأولى لجائزة سرد الذهب التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية بهدف تكريم رواة السير والآداب والسرود الشعبية وتسليط الضوء على أبرز أعمالهم التي شكّلت علامات فارقة في المشهد الثقافي محلياً وعربياً وعالمياً.
حضر الحفل معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعادة أحمد مطر الظاهري، رئيس مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة عبد الله ماجد آل علي، رئيس اللجنة العليا للجائزة، المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية، وعدد من كبار المسؤولين.
وقال معالي محمد خليفة المبارك: "نحافظ من خلال جائزة سرد الذهب على فن السرد القصصي المتأصل في تقاليدنا وتراثنا الأدبي، فاللغة العربية مترابطة مع تراثنا وتاريخنا العريق ولا بد من ضمان استمراريتها ودوامها، ومن خلال تكريم هؤلاء الكتاب الموهوبين نواصل الاحتفاء بالأعمال الأدبية التي تسهم في تعزيز التراث غير المادي لأمتنا".
من جانبه قال سعادة الدكتور علي بن تميم، إن مركز أبوظبي للغة العربية يواصل دعم المبادرات الثقافية التي تعزز المشهد الإبداعي والثقافي في دولة الإمارات، وإن جائزة سرد الذهب تشكل جزءاً من جهود الاحتفاء بالمبدعين وتسليط الضوء على أعمالهم الجديدة التي تساعد في إثراء مكتباتنا بإصدارات نوعية وإلهام خيال القراء وتوسيع آفاقهم الفكرية والمعرفية".
وكرم الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيّان، الفائزين عن فرع القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة، وهم القاص المغربي عبد الرحيم سليلي، عن قصته "زلزال"، والكاتب المصري محمود سعيد محمد، عن قصته "ابن عروس المتاهة والخلاص"، والكاتبة المصرية رانيا أحمد هلال كامل، عن قصتها "ما بين شقي رحى"، والكاتبة المغربية هدى الشماشي، عن قصتها "مرثية العطر والبحر".
كما تم تكريم الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري، الفائزة عن فرع القصة القصيرة للأعمال السردية المنشورة عن عملها "عندما كانت الأرض مربعة"، وعن فرع السرود الشعبية تم تكريم الدكتور عبد العزيز المسلّم، من الإمارات عن المجموعة الحكائية "بنات واق واق" وحكايات أخرى.
وسلّم الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، جائزة فرع السرد البصري للفائز محمد حسن أحمد، من دولة الإمارات، وذلك عن عمله الفني "الزهرة التي لا تموت" وهو عمل فني سينمائي ذو فكرة مبتكرة يحوي طابعاً سردياً بصرياً ذا خصوصية محلية وإنسانية.
وفي فرع الرواة تسلّمت المؤلفة المغربية الدكتورة نجيمة طايطاي غزالي، جائزتها التي أجادت فيها سرد الحكايات الموروثة محافظة على لغة الحكاية الأصلية بأسلوب لا يخلو من التشويق.
وعن فرع السردية الإماراتية حصدت رواية "Le Faucon - الصقر" الصادرة باللغة الفرنسية للمؤلف جيلبير سينويه، من فرنسا عن دار النشر الفرنسية غاليمار 2020، والتي تدور أحداثها حول شخصية الأب المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه حيث تسعى هذه الرواية من خلال سرد تاريخي لاستعادة شخصية الأب المؤسِّس من خلال المجازية الرمزية التي يتماهى فيها مع الصقر وما يتحلى به من الأصالة والقوة والحكمة وبعد النظر والطموح في التحليق إلى الأعالي.
وتسرد هذه الرواية المحطات التاريخية الفارقة في حياة الشيخ زايد التي تتوازى وتتماهى مع سردية الإمارات العربية المتحدة الحديثة.
يذكر أن جائزة سرد الذهب تعد إحدى مبادرات مركز أبوظبي للغة العربية، وقد تم استلهام اسمها من فكر الأب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي تعكسه قصائده إذ يقول رحمه الله في إحدى قصائده:
كِنْت عارف ما به وْريتهْ .. دارسٍ سَرْدَه مع إعرابه
ويقول في قصيدة أخرى :
طرّزه وعَنّاه في الحالِ من ذهب ومزيّن حروفهْ
إذ جمعت الجائزة عنوانها "سرد الذهب" من شطري البيتين.
وشهدت الدورة الأولى من جائزة سرد الذهب، إقبالاً واسعاً على المشاركة من دول العالم المختلفة وفي جميع فروع الجائزة التي استقبلت أكثر من 983 طلب ترشيح من 22 دولة ما يؤكّد أهميتها في خلق حراك إبداعي مميّز في مجال السرد.