تدشن 3 ملفات ومناسبات يشهدها العام الحالي استعدادات الإمارات لمرحلة ما بعد الخمسين، ويترقب أن تشكل أحداث افتتاح مفاعل براكة، وإطلاق مسبار الأمل، واستضافة إكسبو، البداية المثالية للخمسين سنة المقبلة.
وترصد وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي أبرز المشاريع المستقبلية التي تدشنها الدولة خلال العام الجاري والتي تمثل جانبا من المسار التنموي للدولة خلال الخمسين عام المقبلة وصولا لمئوية الإمارات في 2071.
بداية .. يتوقع أن يشهد الربع الأول من العام الجاري تدشين المرحلة التشغيلية الأولى في محطة براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بأبوظبي، لتصبح الإمارات الأولى عربياً في امتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء.
وتعتبر "براكة" المشروع الأول والأكبر في منطقة الشرق الأوسط الذي يضم 4 محطات متطابقة بقدرة إنتاجية تصل بعد اكتمال تشغيل المفاعل إلى 5600 ميجاوات، بما يوفر 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء الموثوقة والصديقة للبيئة.
إلى جانب ذلك يترقب انطلاق "مسبار الأمل" للمريخ في منتصف شهر يوليو القادم، مشكلا محور مشروع دولة الإمارات لاستكشاف المريخ ، ويصل المسبار مدار الكوكب الأحمر خلال الربع الأول من العام 2021 تزامنا مع عام اليوبيل الذهبي للدولة.
ويهدف المشروع إلى جمع معلومات حول طبقات الغلاف الجوي للمريخ ودراسته لمعرفة أسباب فقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين اللذين يشكلان المكونين الأساسيين للماء من الطبقة العليا للغلاف الجوي لكوكب المريخ، ولأول مرة ستزود مهمة فضائية المجتمع العلمي الدولي بصورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر .. ومن المتوقع أن يرسل "مسبار الأمل" أكثر من 1000 جيجا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ.
ويماثل حجم المسبار ووزنه الكلي حجم ووزن سيارة صغيرة، حيث يزن 1500كيلو جرام تقريباً متضمناً وزن الوقود، وللمسبار ثلاثة ألواح شمسية يستخدمها لتوليد الطاقة اللازمة لإكمال رحلته بعد وصوله للفضاء، حيث تستطيع هذه الألواح توليد 600 واط ، أي ما يعادل الطاقة اللازمة لتشغيل حوالي 20 كومبيوتر محمول في آن واحد.
وعلى الرغم من طبيعته غير الدائمة إلا أن استضافة الإمارات لمعرض إكسبو 2020 دبي يشكل فرصة سانحة لتعزيز مكانة الإمارات على خارطة العالم الاقتصادية والسياحية بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي يتوقع أن تمتد تأثيراته لعقود من الزمان، ويتوقع أن يستقطب المعرض 25 مليون زيارة، 70% منها من خارج الإمارات وهذه هي أكبر نسبة زيارات دولية في تاريخ إكسبو.
ويقام إكسبو 2020 على مساحة إجمالية تبلغ 4.38 كيلو متر مربع ويشارك فيه أكثر من 192 دولة، وسيمثل الحدث احتفالاً عالمياً هو الأكبر من نوعه في تاريخ معارض إكسبو العالمية، حيث سيبهر زواره بأكثر من 60 فعالية على مدى أيامه وستمثل أجنحته الثلاثة "الفرص" و"التنقل" و"الاستدامة" مصدر إلهام للزوار بغرض خلق مساحة للتأمل والحياة بشكل مختلف وتوفير مناخ من التفاؤل الذي يمكن أن يحدث أثراً دائماً في العالم من خلال تضافر الجهود.
ومن المنتظر أن يخلق إكسبو فرصاً وظيفية وتجارية واستثمارية هامة، ليس لدبي والإمارات فقط، وإنما لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، تاركاً تأثيرات اقتصادية مستدامة، حيث أفادت دراسة مستقلة نشرتها شركة "إرنست آند يونغ" العالمية، العاملة في مجال التدقيق المالي والخدمات الاستشارية، بأن استثمار الإمارات في المعرض سيعود بعائد اقتصادي يصل إلى 122.6 مليار درهم خلال الفترة من عام 2013 إلى 2031، بينما يدعم فرص عمل يصل مجموعها إلى 905 آلاف و200 سنة عمل خلال الفترة ذاتها.
إلى ذلك، تسير الإمارات بخطى ثابتة في استشراف المستقبل والاستعداد له، ويبرز ذلك في العديد من الخطوات غير المسبوقة سواء على مستوى العمل الحكومي ووضع الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد، ثم التأكيد على ضرورة التحول نحو الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة والثورة الصناعية الرابعة.
وفي سياق متصل، تبرز مشاريع الإمارات الطاقة المتجددة والنظيفة في مختلف دول العالم، وتؤهل تلك المشاريع الإمارات إلى ريادة العالم في هذا المجال الذي يتوقع أن يتحول إلى أحد أهم القطاعات الحيوية خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتفرض ملفات ضخمة نفسها على أية محاولة لاستشراف مستقبل الإمارات بعد 50 عاماً، ومن أبرزها : مشروع "المريخ 2117" الذي يستهدف في مراحله النهائية بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مائة عام، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، إضافة إلى استراتيجية الأمن المائي 2036، وأجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي.